سكيولوجيا الغياب

كثيرٌمنا عاش لحظات الغياب وكثيرٌمنا أيضا حين عاد منها لم ينظر إليها إلا من زاوية واحدة وهي أن نرى من يسأل عنا وقت الغياب لندرك صدق من يدَعي محبتنا في الوقت الذي غفلنا فيه عن افتقاد أنفسنا  ايضا فهل خطر ببال أحدنا أن ينظر لنفسه ومايطرأ عليها من تغيرات وتصرفات في الغياب؟ونتيجة مابعد الغياب؟الاجابة عند الأغلب هي لا والسبب أنهم ينظرون إلى مابعد  .الغياب فقط  

لنتأمل أنفسنا قليلا في أولى لحظات الغياب أنت تشعرُبالقلق والاضطراب وربما الغضب إن كان غيابك عن شيءٍ أدمنته وربما تصبُّ غضبك على من تراه أمامك وهذا الاسلوب هو نوع من التفريغ النفسي ولكن بطريقة سلبية ولكن بعد مرور الوقت واعتيادك على الغياب تبدأ تدريجياً بالامتناع عن الغضب والتحول لشعور الحنين والتفكير بما أو من غاب عنك لتتوالى الأسئلةُ بعدها وتدورُ الحواراتُ بينك وبين ذاتك عن اسباب الغياب وهل بدر منك تصرفات أوصلتك للغياب؟ أم أن اسبابه كانت من الناحية الاخرى؟ ولتتجنب شعورك  بالألم وقتها  فإنك تضطر  لإشغال نفسك باشياء أخرى ترى أنها قد تفُيدك لتُدرك فيما بعد أن هذه الاشياء جعلتك اقوى مما كنت عليه وبطريقة او بأخرى فتحت لك باباً آخر ربما عمل أو فرص لسفر أو اي شيء او حتى علاج نفسك بالجلوس وحدك بالطبيعة والتأمل بها وبأعماق ذاتك فتشعر بأن الهدوء والسلام مَلَكا  جوارحك فترتسم ابتسامة الامل والتفاؤل بغدٍ يُنهي الغياب .

والان هل رايتَ نفسك كيف كنت وقت  الغياب وكيف أصبحت بعده؟لقد صنع منك شخصاً آخر 
شخصٌ تعلم الصبر حين غاب عنه شيءٌ لم يعتد غيابه واكتشف أن لديه طاقات وقدرات أوصلته لفرص ربما لم يكن يحلم بها 
شخصٌ هادئ تعلم كيفية الاعتناء بالجانب النفسي.هذا هو الغياب وهذه هي السكيولوجيا التي يمارسها علينا ليجعلنا ندركُ أشياء لم نكن نعلمها  لولاه.

تعليقات

المشاركات الشائعة