ضغط أم مناصرة كموت في الحياة...

يعد عام 2017 من الأعوام الصعبة التي مررت بها، حيث أنني كنت أنسق ورش التي تحمل عنوان حملات الضغط والمناصرة، واعيشها لحظة بلحظة مع قوانيين المحاكم الشرعية المجحفة، ومؤسسات كنت أظن أن من قيمها هي الدفاع عن المراة، لكن الفساد ليس فقط بالمحسوبية او الوظائف، لكننا نرتُب على كتف من يقوي موقفنا ولو كان خاطئاً ولو كنا لسنا على حق، و لمن يدفع أكثر وللفاسدين من باقي المؤسسات. نحن الشباب اليوم الذين نأمل بالتغيير وتحقيق العدل والمساواة، نحن أنفسنا نقضي على قيم هي أساس التغيير، خلال جولتي من محاكم وتشرد ومواقف هنا وهناك، وجدت أن تعليم الشباب على قيم ثقافية، ومفاهيم تؤسس لمعنى ان اكون أنا، فكيف لي ان أطالب بالمدافعة عن وطن ونحن نفقد معنى للانتماء، أو يحوز بداخلنا قيم طائفية، او نظام تعليم يحث على التفرقة. هناك بداخلي العديد من الأسئلة وأنا أحمل قضية اطفالي وليس الا حماية لهم من عنف المجتمع القيمي قبل العنف الجسدي واللفظي، وانعدام الأمن والأمان، كيف لنا أن نخاطب العالم أن عاصمتنا هي القدس ونحن لازلنا نقول عن جاري المسيحي أنصاري، أو أقول من المذنب في عملية الدهس في بيت جالا كان داعشي. كيف لي ان أطالب بالاتحاد والتمسك بالشجاعة والجرأة ونحن الذين نعلي مصالحنا الشخصية على الجماعية. كيف لنا أن نتعجب مما يحصل وهو صنيعتنا، أصبحت مثل الغريق يتعلق بمسمى وطن الذي يمنعنا أن نكرهه حتى نبنيه، كيف لي أن أطالب بثورة ونحن من جعلناها ثروة، هذه التجربة الصعبة الجريحة المجروحة علمتني أنه أن نبني فكرة وقيم تدور حولها يتفق الجميع على معناها، قبل أن ننظم حملة او ثورة او تظاهرة، ان أحمل فكرة مقتنعاً بها لأستطيع اقناع من حولي والعالم، نحن شباب لا نعرف ماذا نريد ولا كيف نطالب بماذا نريد، وما هي المعاني التي يجب الاتفاق عليها للمضي قدماً. نحن لسنا أنفسنا ولا حقيقة ذواتنا، الحقيقة هي عندما نختار نحن كل ما نريد حتى موتنا، أو تلاشينا، او حتى ولادتنا، وأسماء التي نحملها، نتلاشى بالكون بمعنى التصاقنا بنثرات الهواء حولنا بحرية، الحقيقة الوحيدة في وجودنا هي أننا لسنا نحن، أقنعة نلبسها كما لبسها أسلافنا. أن نبني وطناً بداحلنا قبل ان ندافع عنه. الثقافة أهم من التعليم، والتربية قبل التعليم، حقوقي قبل واجباتي. الانتماء للمكان والزمان قبل الحصول على شهادة، كيف سأبني وطنا ولازالت ثقافة فرق تسد تقبع في ذواتنا، لن أستطيع تعليم طفلي الحفاظ على نظافة الشارع قبل ان أقنعه بالفكرة وأبني قيماً حول تلك الفكرة و أضع قانوناً صارما ً يحول تلك المبادىء لقوانيين الطبيعة. الكل يبتعد عن قيم هي أساس التغيير، والعدل والمساواة. نحن أموات في هذا الفضاء لكننا موجودين، نحن في المنفى والحضر، باحساس ولاوجود، كيف نحرم مشاعرنا حب أو كره، حرية ام عبودية... سوف أكرهك يا وطني لأبنيك داخلي مرة أخرى و أخرى كفراشة ملونة تعشق التلاشي بك وايجاد وطن في المنفى...

تعليقات

المشاركات الشائعة