حوار مع بيان رجوب عضو في شبكة قيادات الجنوب في المجلس الأعلى للشباب و الرياضة و عضو في شبكة الشباب الفاعل سياسيا و اجتماعيا، كما أنها أيضا عضو في شبكة ديار المدنية الثقافية.

حياة زاخرة بالعمل الخيري الإنساني وتفانٍ في خدمة الإنسانية لا تخطئه عين. حيث اختارت أن تساعد إخوانها الفقراء. بيان رجوب عضو في شبكة قيادات الجنوب في المجلس الأعلى للشباب و الرياضة و عضو في شبكة الشباب الفاعل سياسيا و اجتماعيا، كما أنها أيضا عضو في شبكة ديار المدنية الثقافية.  
    حاورتها تغريد العزة....


حدثينا في سطور عن بيان وكيف بدأت مسيرتها؟

معلمة لغة انجليزية وناشطة شابة اجتماعياً و سياسياُ، مهتمة بقضايا المرأة و الشباب و الطفل.
بداية نشأت بأسرة زراعية محافظة وضعها المعيشي متوسط، وهذا يعني أن البداية لم تكن سهلة. نجحت في 
الثانوية العامة  وضعت قدمي على عتبة الجامعة وهنا بدأت المسيرة.

متى بدأت بيان رحلتها في العمل الخيري، وما الذي دفعها لخوض غمار هذا المجال؟
.في الحقيقة تربيت بين دفتي الكتب منذ الصغر على حب العطاء لا التملك. كان أبي متطوع في بناء أول مؤسسة أهلية في دورا ”جمعية بنت الريف الخيرية“ تترأسها الأن المربية الفاضلة أ. فاطمة أبو كتة.
 كثيراً ما كنت أسمع أمي تقول ”من  يزرع يحصد“، أما أنا فكنت أردد "سأزرع يدا تزرع“. بدأت مسيرتي في التطوع  منذ بداية سنتي الدراسية الثانية في جامعة الخليل حيث كان لدي وقت فراغ طويل لاستغلاله بما يفيد الأخرين  قرأت إعلان لمركز تدريب الشباب المجتمعي يطلب متطوعين للعمل في مجال التعليم و دروس التقوية. توجهت للمركز هناك بدأت و أنا متطوعة في جمعية الاغاثة الطبية كمسعفة و في حملة كن انسان الخيرية و شبكة الشباب الفاعل سياسيا و اجتماعيا وغيرها  الكثير.

برأيك ومن خلال تجربتك أيهما أجدى وأكثر نفعاً، العمل الإغاثي أم العمل التنموي، وهل لديكم أمثلة ونماذج 
معينة؟

بالتأكيد كلاهما مهم. لكن لو سألنا أيهما أساس النهضة؟ النهضة هي التنمية.  الأخيرة لا تتم الا بالعمل التطوعي
 وبالايمان العميق بالفكرة  السبب الذي يدفعك للقيام بأنشطة و أعمال تخدم هذه الفكرة.
 مررت بالتجربتين أولاُ كاغاثة ومساعدات انسانية ساعدنا اكثر من ٤٣ عائلة مستورة من قرى مدينة دورا.  كنت أسال نفسي ماذا بعد؟ هنا بدأت أفكر بضرورة النموذج الثاني هو التنموي. أخذت على عاتقي تدريس طلبة جامعيين و طلبة مدارس محتاجين، مؤمنة أن هذا سيصنع مستقبل أفضل للطلبة.

شاركت أيضاً في كثير من ورشات العمل المتعلقة بالتنمية البشرية و قمت بنقل هذا التدريب لمجموعة من الطلاب خلال تدريبات مسرحية دامت لثمان شهور متواصلة. انعكاسات الاغاثة لحظية لكنها لا تدوم أما التنموية لها انعكاسات بطيئة لكنها ذات جدوى أكبر و أثر أعمق. و يقال في مثل صيني ”لا تعطيني سمكة بل علمني صيد السمك“.

 أنت إحدى النساء اللواتي  حققت أن تكوني قيادية في المجلس الأعلى للشباب والرياضة  في مدينة الخليل ماذا تقولين عن تجربتك؟

كانت تجربة مفيدة جدا. كانت ممر للوصول الى صناع القرار. و من خلال التدريبات المقدمة استطعت الوصول لشريحة شبابية كبيرة.
 تحدثت أنك ناشطة شبابية في مجال المرأة والطفل، هل حققت بيان رجوب تقدماً للنساء؟ 

كوني عضو في شبكة الشباب الفاعل سياسيا و اجتماعيا /مؤسسة مفتاح. شاركت في المؤتمر السابع للمرأة بحضور الكثير من صانعات القرار  وممثلات الأحزاب والجمعيات  والمؤسسات النسوية. وكنت المتحدثة باسم الشباب، و وجَهت مطالبنا بتخفيض سن الترشح للعمل الانتخابي ضمن ايماننا بأن من يستطيع تقييم المرشحين و ينتخب له القدرة أن يقيَم الظروف و يقرر. اضافة لمطالبتنا بكوتة شبابية ٢٠ % للأعمار ما دون ٢٨ سنة على أن تكون للشابات المناصفة مع الشباب في الكوتة. وقعنا على عريضة تخدم مطالبنا ولازلنا نضغط لانتزاع حقنا بالمساواة  وتعزيز مشاركتنا السياسية كشباب بشكل عام و كشابات بشكل خاص.

كيف تنظرين إلى تحرر المرأة وهل هي مرتبطة بتغيير القوانيين أم هي بتغيير نظرة المرأة لذاتها أم ماذا؟
 تحرر المرأة مصطلح يظهر المرأة في موضع الأسر و التكبيل و الحقيقة نعم هي كذلك في ظل منظومة اجتماعية مجحفة لحقوقها، المرأة لا تظلم نفسها  في الحقيقة هي اعتادت أن تفعل ذلك بوعي أو لا وعي بسبب الارث الثقافي الاجتماعي الذي تربت عليه. فالقانون يقر و ينفذ وفق للارث الثقافي في مجتمعنا و هنا نصل لضرورة هدم كل هذه المنظومة  اعادة هيكلتها بالشكل الحضاري الذي يليق بالقرن الواحد و العشرين.


مشاركة المرأة في العمل التطوعي تعكس رقي المجتمعات وتحضرها كيف تقييمين تجربتك الانسانية، وهل 
تعتقدين أن العمل في المجال الخيري للمرأة يمنعها من النجاح في حياتها الشخصية والأسرية؟
 نعم بكل تأكيد العمل التطوعي هو أحد أشكال المشاركة و هي ركيزة أساسية في المواطنة. و بالتأكيد العمل التطوعي ليس حكراً على المرأة  وحسب وانما فريضة على جميع شرائح المجتمع. و بالتأكيد هو مرآة تعكس تقدمه الثقافي لأن التطوع سمة انسانية تغرس بالتربية و هي الهدف الأسمى للحصول على المواطن الصالح.
من خلال مشاركتي فيما يزيد عن ٣٠ مؤسسة حكومية و غير حكومية أأكد أن العمل التطوعي يخدم شرائح المجتمع جميعا و يضعها على قدم المساواة

كيف تحدت بيان  الظروف والصعاب التي واجهتها؟
عندما كنت طالبة في المدرسة ولقصر قامتي كنت أعنف لفظياً من قبل المعلمات و الزميلات. ولدت في  أسرة 
محافظة ذات دخل بين المتوسط  والمتدني.
 لم  اتجاوز الخامس و العشرين من العمر حين أيقنت واقعي اليائس والمرير. بداية بكوني فتاة و ثانية لكوني طالبة في الجامعة بعد أن حاربت للوصول ومن جهة أخرى كوني قروية. فليس من السهل تخطي عادات هرمت على أكتافها آمال العديد من الفتيات من امثالي. كان الوصول لأبواب الجامعة لفتاة قروية حلم، رغم الوعي الذي ساد بين أفراد المجتمع في الآونة الأخيرة. بل أمنت بأن الانسان هو من ينسج واقعه بيديه. فهو الذي يحرك الزمن  ويتحكم به. فهو الذي يصنع المستقبل.
 كنت موهوبة منذ الصغر برسم الواقع بالكلمات هي هواية نادرة فكتبت مقالات فنية عديدة مثل سيرتي الذاتية في سفينة الواقع، السماء ساحرة الليل رحلة الى الشاطئ و الشباب الطامحين و مؤخراً انا نجيد الكلام. 
لم تكن صخرة الواقع عائقاً أمامي فلابد للمعول أن يصدح في قلب الصخر لتحقيق الحلم. وحقا بدأ الضباب أن ينقشع لتحقيق الهدف بعد ان مدت مؤسسة مفتاح يد العون بل ويد الكد  العمل الجاد للوصول للهدف فكان لمؤسسة ديار و مؤسسة مفتاح  والمؤسسات الأخرى الضربة الأقوى لدحر العقبات و كان لتدريباتها النوعية الدور الفاعل لإعادة الآمال للحياة بعد أن هرمت و كادت أن تندثر بين طيات السنين. وبفضل الله عز و جل حظيت بتدريب القيادات الفلسطينية الشابة الفاعل سياسياً و اِجتماعياً وتدريب القيادات الفلسطينية في المجلس الأعلى للشباب و الرياضة و تدريب القيادات النسوية الشابة في مؤسسة مفتاح  كذلك تدريبات مؤسسة ديار للمناصرة والضغط وبناء الحملات فقد أضافت هذه التدريبات الكثير لشخصيتي  وبنيتي الفكرية و الثقافية. بصيص الأمل عاد لينير دربي بعد أن خفت نوره في ظلال الواقع. كانت أشبه ما يكون الطفل في كهف بدأ يرى نور ينبع في منتهى الطريق مدركاً تماماً  ان هناك البداية. هناك نستلم الأمانة لنرسو بسفينة الأحلام  وطموح الأخرين من شعبنا لبر الأمان هنا الفرصة أكبر لتجعل الاِنجاز أكبر مهما كان صغيراً.
 وأخيرا ًوليس أخراً  اِن العقبات كثيرة جداً بل و كبيرة أيضا فلِما لا نصنع منها جسراً يوصلنا لجزيرة أحلامنا فسعادتنا تكمن في متعة الاِنجاز  والتحدي هو السبيل الوحيد للتصدي لهذه العقبات. لذلك هذه هي بيان فتاة نسجت حلماً بتوقيع بصمة حقيقيّة في عالم الواقع المرير.

 اليوم كيف ترين أهمية مشاركة المرأة في التغيير  وما هي التجربة التي تريدين أن تنقليها الى المرأة الراغبة في العمل بمجال الدفاع عن حقوقها ودمج ما تعلمته باعمال تنموية وخيرية؟

على المرأة أن تكون حاضرة في كل المواقع و الأماكن المؤثرة. عليها أن تكف عن دور الضحية عليه أن تكف 
عن لعب الأدوار المحددة بقوالب مخصصة لها. في الحقيقة أرى أنه جاء الوقت لتكتب النص بنفسها.

 كما أنني كنت ممثلة الشباب في الاشتراكية الدولية المغربية و رأيت كم هو واقع المرأة مرير في الدول العربية الأخرى و اِن كانت تتمتع ببعض المساواة. لكنها لازالت مغيبة عن كتابة السيناريوهات والاستراتيجيات في المنطقة ككل.



تعليقات

المشاركات الشائعة