جرأة وواقع

عالمك الفريد...

الصداقة عالم مميز وعلاقة فريدة من نوعها؛ لذا إياك أن تصدق الترهات واللعنات التي تطعن بحقها لأنك حينئذ أنت ستكون من أخطأت بحق نفسك عندما أطلقت على شخص ما صديق دون معرفتك أفكاره وإيجابياته وسلبياته... تأكد يا صديقي أنك لن تقابل صديق كامل الأوصاف فابن آدم خطّاء؛ فعليك تفهّم ذلك جيدا وعليك تناسي وتجنب ما يعكر صفو عالمكما وملامحه وإلا ستجلس باكياً كطفل صغير أضاع دميته... الصداقة لا تحتاج لكلمات وعبارات لاذعة الصداقة مواقف وبحاجة إلى أفعال شجاعة لحمايتها والحفاظ عليها؛ إن كنت تعتقد أن كل من تراهم أصدقاء بأنهم سعداء دائما فأنت مخطئ؛ عليك أن تفهم خير الأصدقاء من يتفاهما ويعيشا أوجاعهما بعيدا عن أعين وألسنة الآخرين ثم يخرجون إلى العالم بكامل قوتهم وجبروتهم لا يكسرهم شيء ولا يخيفهم أحد وذلك بسبب نضج ومتانة علاقتهم التي لطالما صدت حروب وصفعات حاولت تدميرها؛ عليك ان تؤمن أنك ستجد صديقا يشبهك ليس بملامحك بل بأفكارك وبعاداتك و يحزنك وبفرحك إياك أن تصدق أنه لا يوجد الخِل الوفيّ كما يزعمون... هم يطعنون بالصداقة لأنهم يريدون تشويهها وإخفائها وليقنعوا أنفسهم بأن لا أحد لأحد لأنهم هم كذلك؛ فإذا كنت تعتقد أنه لا يوجد خِل وفي صادق الوعد يسير بجانبك ويواجه معك عالمك البائس فهذا لأنك أنت لست أهلاً للصداقة فالحمد لله على نعمة التفكر والوعي بإدراك حقيقتنا وحقيقة غيرنا.