جرأة وواقع

كثيرا ما كتبت عن الأحلام وعن عالم الخيال ومافيه من هدوء وجمال 


ولكنني لم أكتب عن ذلك العالم الذي أسكنه والذي أعيش تفاصيله يومياً العالم الواقعي

اليوم وبكل جرأة سأكتب مايجول بخاطري وما أشعر به وما أراه في هذا الواقع والذي أضحى كعالم الغاب

بلا مبادئ ولا قانون 

الزعامات تتصارع لأجل المال والمنصب تحت شعار خدمة الرعية 

تسعى لمصلحتها على حساب رعيتها التي هي الاخرى عمّها الفساد كزعاماتها 

فأصبحت تفتك ببعضها البعض القوي يأكل الضعيف والغني يستغل الفقير 

والخبيث يغدر بالطيب 
أصبحنا نصدق الكاذب ونكذب الصادق ونؤمن الخائن ونخوّن الأمين 

وأصبحنا نصف أصحاب المكر والخبث بالقوة فيما الطيب ذو المبادئ موصوف بالغباء 

أصبحنا في عالم انعكست فيه الحقائق ونٌسفت فيه المبادئ فنسينا للحظة أننا خلقنا بشر وأن فينا نزعة انسانية وعلى اساسها تتآلف قلوبنا ونعيش معاً 

لكننا للأسف استبدلنا هذا المبدأ والذي كان بالدرجة الاولى في كل تعامل الى مبدأ المصلحة والذي لاينفك يفارقنا في كل تصرفاتنا 

حتى المال أصبح هو معبود البشر يسعون للحصول عليه بشتى الطرق حتى ولو كان بسرقة ممتلكات الغير او حتى قتلهم لاجل اموالهم

مات الضمير وأصبحنا كالوحوش لدرجة ان البعض يسرق لحم الاخر ليُبقيَ نفسه على قيد الحياة فيما لاتهمه حياة غيره 

وعلى هذا أضحينا نقلص علاقاتنا بغيرنا خوفاً على أنفسنا وعلى من نحبهم من غدر تلك الوحوش ومكرها 

الا ان هناك من يحاول يعكر صوف دقائق نختلسها من حياتنا فيقتل أبرياء ويبرر فعله بإلصاق التهم إليهم كالشرف 

فيتحول الجاني لضحية والضحية لجاني 

حتى الحب الذي نتغنى به أصبح بعضنا يتخذه طريقاً لمصلحته والبعض تسلية بمشاعر غيره لتضييع وقت فراغه وبعدها 

يتهم من احب وخاصة الفتاة على انها عديمة اخلاق ولماذا؟ لانها صدقته وأحبته واختارت ان تكون بجواره بما يرضي الله 

فاختار تركها والصاق تهمه بها وأصبح الاستهتار بمشاعر الاخرين شيئاً عادياً 

والغريب في هذا الامر اننا نعيش في زمنٍ تقدمت فيه الحضارة والتكنولوجيا 

فهل أصبحت العلاقة بين الاخلاق وهذا التقدم علاقة عكسية؟ أم ماذا؟

لماذا أصبح نازع الشر هو المسيطر بينما نازع الخير محبوس ينتظر فارساً مقداماً لفك أسره؟

لماذا؟ ولماذا؟ 

وهذه المرة الأولى التي أتجرأ واكتب فيها ما كتبته

اسئلة كثيرة لاتبرح تفارق تفكيري ولا اجد لها اجابات 

هذا ما دار في خلدي هذا المساء وكتبته مع انه مازال لدي الكثير لاقوله لكن حروف الكلام هربت حين بدأت الحديث عن هذا الواقع 

واكتفت بما نسجته منها هنا 

تعليقات

المشاركات الشائعة